كلمة السيد وليم وردا رئيس مجلس شبكة ادارة تحالف الاقليات خلال اطلاق حملة اعمار سنجار
اربيل / الخميس 2/6/2016
الاخوة الاعزاء
دمتم بخير ودامت ايامكم على طريق الدفاع عن الحقوق وتحقيق الامن والسلام بين جميع المكونات العراقية، انه لشرف عظيم لنا جميعا ان نكون في هذا المكان ولمهمة تأتي في سياق تعزيز دور المواطن العراقي في ارساء دعائم وجوده الوطني الدائم على هذه الارض ، ولنعترف جميعا اننا مهما قدمنا من جهد وحرص على المثابرة في اعمار سنجار وغيرها من المدن والبلدات والقرى التي تحررت من الارهاب ، فان ما نقدمه لا يمكن ان يرقى باي حال من الاحوال الى قيمة الدماء الزكية التي سالت أرض سنجار دفاعا عن هذه المدينة ضد بطش الارهاب او في مناطق اخرى من العراق ، فالشرف الاكبر والقيمة العليا والمنزلة العالية للمقاتلين الشجعان الذين تصدوا للارهاب بارادة وعزم، والمواساة المواساة لكل ضحايا الارهاب الذين فقدوا الغالي والنفيس وفقدوا ايضا احباء لهم كانوا يعيشون معهم بامان وسلام قبل الهجمة الداعشية الحاقدة .
ايها الاخوات والاخوة:
ان ما نطمح ان نحققه اليوم في هذه الخطوة من أجل اعمار مدينة سنجار هو التأسيس لعمل تضامني وشراكة حقيقية لصناعة مستقبل مشرق للاجيال الحالية والقادمة . وللقيام بهذه المهمة الوطنية ليست فقط مسؤولية السلطات الحكومية الرسمية وان كانت تقع عليها المسؤولية الاساسية ، الا ان هذا الامر يعني ايضا وضمن الاطار الوطني والانساني كافة القطاعات ، فالقطاع الخاص ، ومنظمات المجتمع المدني الوطنية والدولية وغيرها، والشركات وحتى الافراد ممن لديهم القدرة المالية في هذا الاتجاه . وكذلك المؤسسات الدينية وخاصة المؤسسات الاسلامية لجبر الضر وخلق بيئة مسامحة بعيدة عن الثأر والانتقام .
ان موضوع اعادة الاعمار مرتبط بموضوع العودة ، اذ لا يمكن ان تكون هناك عودة حقيقية ، مالم تكون ارادة وعزم للأعمار ، يرافقها جهود لبناء الثقة بين المكونات ، ومحاسبة الذين مارسوا انتهاكات لحقوق الانسان وجرائم شنيعة لتكون الاساس في تحقيق مصالحة بين المكونات المجتمعية في سنجار ومناطق الاقليات الاخرى . فاذا كنا نبحث عن استقرار في سنجار وتحقيق العودة ، ينبغي ان يقترن ذلك بسلطة ضامنة لفرض القانون وتحقيق العدالة وملاحقة المجرمين وتقديمهم للمحاسبة .
ولا أكتمكم انني كنت قلقا في الايام القليلة الماضية ونحن نتابع هذا المشروع الاعماري وما يجب ان نقدمه لسكان سنجار ضمادا لجراحهم ومواساة للنكبة التي مروا بها ، واقول وبكل تواضع ان كل ما نقدمه أو نستطيع تحقيقه سيمثل نموذجا للاقتداء في مناطق اخرى تنتظر تحريرها من قبضة داعش ، لكم مني التقدير والشكر ودمتم على طريق العراق الامن.
والله يوفقكم