المدى برس / كركوك
أكد رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول، اليوم الخميس، أن الصراع المذهبي والديني الدائر في المنطقة حالياً يمكن أن "يقودها إلى الهاوية"، وفي حين دعا إلى ضرورة "تغليب صوت العقل وقبول الآخر"، اعتبر أن ما يجري حالياً في مصر وسوريا وليبيا وتونس يشكل "تشويهاً للإسلام".
وقال البطريرك، في حديث لوسائل الإعلام، ومنها (المدى برس)، على هامش زيارته التي بدأت أمس الأربعاء، (الـ14 من آب 2013 الحالي)، إلى كركوك،(250كم شمال العاصمة بغداد)، إن "ما يشهده العراق والعديد من دول المنطقة حالياً أشبه بالبركان الخطير الذي يمكن أن يقودها إلى الهاوية".
وأضاف البطريرك ما لويس ساكو الأول، أن "الصراع المذهبي والديني المؤسف الذي تشهده المنطقة يخالف أسس الأديان لسماوية التي تسعى لبث المحبة والأخوة"، مشيراً إلى أن "رسالة السماء تكمن في إشاعة السلام ومحبة الناس".
وأوضح البطريرك، أن "العنف الذي تشهده مصر طال الكلدان، إذ أحرقت كنيستهم في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، ورفعت شعارات ضد المسيحيين"، عاداً أن ذلك يشكل "فاجعة حقيقة برغم أن أداء المرحلة السابقة لم يشمل الجميع".
وتساءل البطريرك ما لويس ساكو الأول، "هل تشكل ممارسة عدد من المسيحيين العمل السياسي مبرراً كافياً لاستهداف أبناء الطائفة"، وتابع "أين عقلاء الأمة مما يجري حالياً".
ودعا رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الجميع إلى "تغليب صوت الحوار والتهدئة وقبول الآخر سواء في مصر أن باقي دول المنطقة"، لافتاً إلى أن "ما يجري حالياً في سوريا ومصر وليبيا وتونس يشكل تشويهاً للإسلام".
واشاد البطريرك ما لويس ساكو الأول، بـ"موقف شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، وطروحاته المقبولة والعقلانية ودعواته لضبط النفس وعدم اللجوء للعنف والتعقل"، مبيناً أن "ما يجري في مصر يدفع المسيحيين للهجرة بحثاً عن الاستقرار وممارسة عبادتهم بحريه وسلام".
يذكر أن مصر شهدت أمس الأربعاء، أحداث عنف على خلفية فض القوات الأمنية اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بالقوة، مما أدى إلى إشاعة الفوضى وإحراق العديد من الكنائس في أنحاء متفرقة من البلاد.
وفي محور آخر من حديثه، وجه رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول، العراقيين إلى "الحفاظ على هويتهم الوطنية ووحدتهم"، مؤكداً على أن "رسالة الكنيسة واضحة ولا تقبل المساومة".
وطالب البطريرك، "الجميع بالعمل المشترك ورص الصفوف"، محذراً من أن "انفراد كل طرف سيولد اختلافات ومشاكل تفاقم من الأزمة الراهنة".
وناشد رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول، "المسؤولين لحل مشكلة السجناء الأبرياء والبطالة المستشرية وتأمين الخدمات"، مستغرباً من "استمرار تردي الخدمات في بلاد تعد من بين الأغنى في العالم".
وكان رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول، أدلى بحديث لوسائل الإعلام، بينها (المدى برس)، في كاتدرائية (القلب الأقدس)، وسط كركوك، أمس الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها إلى المدينة بعد تنصيبه في الأول من شباط 2013، عد خلاله أن التوافق والحوار هو "خارطة الطريق" الكفيلة بحل مشاكل العراق، وفي حين بين أن البلاد تحتاج إلى "دراسة جادة" للملفات الساخنة التي تواجهها، دعا المشاركين في الحراك المناوئ للحكومة إلى "توحيد مطالبهم المشروعة وعرضها بنحو حضاري من خلال وفد يمثلهم" على رئاسة الحكومة والبرلمان والجهات السياسية المعنية، معرباً عن "تأييد الكنيسة" إجراء الانتخابات المحلية في كركوك.